الاستشارة :
زوجي أمه مريضة في المستشفى، ويزورها كل يوم، ويذهب من الصباح ولا يرجع إلا في آخر الليل، وأنا لا أشتكي من هذا الشيء ولا أمانع، فقط أسأل: هل يجوز له عدم القياس بواجباته الزوجية معي، بحجة أنه ليس له نفس في ذلك؟!
الإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
الأخت السائلة الكريمة
لقد أعطى الله سبحانه كل ذي حق حقه، وأمر المسلم بأداء واجباته الشرعية، دون تقصير في جانب من الجوانب.
ومن الواجبات الشرعية التي يجب على المسلم القيام بها: البر بالوالدين لا سيما الأم؛ لعظم حقها، وقد جاءت الوصية بذلك في القرآن والسنة.
ومن الواجبات أيضاً القيام بحقوق الزوجة التي أوجبها الله عليه.
ومن ذلك إحصان الزوجة بإعطائها حقوقها الزوجية الخاصة، وعدم الانقطاع عنها انقطاعاً يضر بها.
ومن خلال سؤالك لم تبيني حال زوجك قبل مرض أمه، ويبدو أنه لا تقصير لديه.
وعليه فيجب أن تعلمي أن حالة زوجك النفسية وتأثره بمرض أمه لا شك قد تؤثر على قدرته على القيام بالواجبات الزوجية معك.
وعليه أوصيك أختي الكريمة بما يلي:
1- امدحي زوجك لبره بأمه، وأنه ينال بذلك الأجر العظيم.
2- واسي زوجك وقفي إلى جانبه واهتمي بحال أمه، وأشعريه باهتمامك بصحتها وسلامتها.
3- رافقي زوجك في زيارة والدته في المستشفى؛ فهو من حق المسلم على المسلم.
4- احرصي على حسن التبعل لزوجك والتهيؤ له عند عودته إلى البيت دائماً ولا تيأسي، ولا تتركي ذلك بحجة عدم اهتمامه.
5- في حال انشغال زوجك عنك أشغلي نفسك، واملئي وقت فراغك بقراءة القرآن والذكر وأمور البيت ونحو ذلك.
6- إذا طالت الفترة عليك فلا بأس بأن تلمحي وتصرحي لزوجك برغبتك في قيامه بحقك عليه، وأن لك حقا عليه. والواجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه.
نسأل الله سبحانه أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين. وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.