الحياء كما يعرفه العلماء.. هو خلق يبعث على اجتناب القبيح حتى ولو لم يرك أحد.. هذا هو تعريف الحياء.. أنه عاطفة ترتفع به النفس عن عمل الدنايا.. فعندما تجد نفسك غير قادر على فعل القبيح فاعلم أنه الحياء.
ولكن.. ما الفرق بين الحياء والخجل؟
يظن كثيرون أن الخجل هو الحياء أو أن الخجل جزء من الحياء ولكن في الحقيقة أيها الأخوة ان الخجل عكس الحياء.. فسبب الخجل شعور بالنقص داخل الإنسان، فهو يشعر أنه أضعف من الآخرين وأنه لا يستطيع مواجهتهم حتى ولو لم يفعل شيئا خطأ.. وهذا مختلف تماما عن الحياء فالحياء. شعور نابع من الاحساس برفعة وعظمة النفس فكلما رأيت نفس رفيعة وعالية كلما استحييت أن أضعها في الدنايا.. فالحيي يستحي أن يزني أو يكذب لأنه لا يقبل أن تكون نفسه في هذه الدنايا.. ولكن الخجول إذا أتيحت له الفرصة أن يفعل ذلك دون أن يراه أحد لفعل.
والحقيقة أيها الاخوة أنني متأثر جدا بشخصية من أعظم الشخصيات في الإسلام هي شخصية سيدنا عثمان بن عفان التي تميزت بالحياء لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا:" أنه تستحي منه الملائكة من شدة حيائه" عن أم المؤمنين عائشة في مسند الإمام أحمد. واتمنى أن يجمعني الله به في الجنة لأري هذا الرجل الذي تستحي منه الملائكة، ولكن هذا الرجل لم يكن يمنعه حياؤه من المطالبة بحقه وأن يأخذ حقه وهذا عكس الخجول.
انتقل بحضراتكم الى نقطة أخرى وهي:
هل الحياء صفة يولد بها الإنسان أم أنه يمكن اكتسابه..؟
** نعم أيها الأخوة، نولد جميعا على الفطرة وهناك حديث جميل للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه:" إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم" عن أبي الدرداء في الجامع الصغير.
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا ليس هناك خلق لا يمكنك اكتسابه فإذا صبرت تتعلم الصبر، وإذا كنت كذابا تكون صادقا بالتدريب وإذا لم تكن حبيبا يمكنك أن تكون صاحب حياء بالتدريب أيضا..
ويكفينا أن نتعلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين كان حالهم مختلف قبل الإسلام ولكن بعد أن أسلموا ارتبطوا بهذا الدين وتخلقوا بأخلاقه.
الحياء في حياة هؤلاء
نستضيف معنا ضيفا عزيزا مشهورا ونحبه جميعا ونحب أن نشاهده وهو يصد الكرة أو يفوز مع منتخبه بكأس الأمم، لعلنا عرفناه.. معنا الكابتن نادر السيد.. أبدأ وأسأله سؤالا:
ماذا يعني الحياء في حياتك وكيف تتعامل مع هذا الخلق؟
.. أولا أحمد الله على وجودي معكم في هذا.. وأتمنى لكم التوفيق إن شاء الله.. الحقيقة من خلال حضوري من بداية اللقاء عذرت الجميع في حيرتهم في تعريف الحياء، فمن وجهة نظري أن الحياء اكبر بكثير جدا من الكلام ومن التعريفات، وأرى أنني أقل من أن أعرف الحياء لأن الحياء شيء نابع من القلب.. شيء نابع من الأحاسيس والمشاعر، ولذلك احمرار الخدي عند الفتاة المسلمة دليلا على أن الحياء يأتي من الدم لذلك فمن عنده حياء عنده "دم".
فتعريف الحياء مثل ما ذكر الأخ عمرو هو انقباض النفس عن فعل الدنايا.. والحياء في رأيي.. الأحاسيس والمشاعر.
** نادر من خلال تجربتك في الاحتراف خارج مصر..
هل تعبت في حياتك خارج الوطن مع أناس مختلفة وسلوكيات مختلفة أم هل تأقلمت معها؟
سأذكر لك كلمة.. أن من يعيش خارج مصر أو خارج أي مجتمع إسلامي في بلاد أوربية أو أجنبية إما أن يسير معهم ويجرفه تيارهم وإما أن يزيد ثباته على دين الله ويزداد تمسكه بالإسلام، لو تذكر يا عمرو إنك أخبرتني قبل ذلك أنك عشت في انجلترا لمدة عام تقربت فيه أكثر الى الله سبحانه وتعالى، هذه الكلمة ظلت في ذهني دائما.. ومن فضل الله تعالى أنه ثبتني وكما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
.. في الخارج كان لي خيار من اثنين: إما أن أستحي من الله سبحانه وتعالى أو أستحي من الأجانب عندما أقوم بشعائر الإسلام.. فاخترت طبعا الحياء من الله سبحانه وتعالى ولذلك وفقني الله سبحانه وتعالى في المحافظة على الصلوات في أوقاتها أو قراءة القرآن في أي وقت وفي أي مكان سواء كنا في الأوتوبيس أو في أي مكان فأخذ مكان وأصلي...
ولذلك احترموا ذلك السلوك ومن نعمة الله تعالى أنه رزقني التأثير فيهم بسلوكي فكما تفهم أنه من الممكن أن يتكلموا بألفاظ نابية أو يتحدثوا في أمور خارجة فكانوا يتجنبوا هذا الكلام في وجودي ولو حدث ذلك عفوا فيبادرون بالاعتذار.
يعني أنهم قد تطبعوا بطباعي ولست أنا الذي تطبعت بطباعهم وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى