الاستشارة:
أنا شاب ملتزم و محافظ على الصلاة ولله الحمد والمنة .. وبحكم أني أدير أحد المنتديات؛ تعرفت على فتاة بدون قصد وتعلقت بها وتعلقت بي والله ياشيخ أننا أحببنا بعضنا حباً شديداً وتعلقنا ببعض لكن الحمدلله علاقتنا لم تتجاوز رسائل البريد الالكتروني .. و عندي نية جازمة أن أخطبها لكنها ليست في منطقتي وهذا ما شكل عائقاً أمامي ياشيخ ضميري يؤنبني على ما أفعل رغم أن علاقتنا رسائل بريدية فقط لكن خائف من ربي لهذا الفعل أنا أعرف تماماً أن ما أفعل محرم لكنني أحببتها وأود أن أخطبها وأتزوجها لكن لم أجد إلا طريقة واحدة وهي أن ننقطع عن بعض ونتفق أن ندعو الله أن يجمعنا بالحلال وأن ييسر أمورنا لنجتمع وأن ندعوه بأننا لم ننهي هذه العلاقة إلا خوفا منه ورجاءً منه أن يجمعنا بالحلالفما رأيك ياشيخ بهذه الفكرة؟وهل يستجيب الله دعوتي أو بمعنى آخر هل هذا من التعدي في الدعاء ؟
الإجابة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد
لقد نظم الله العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة، وحصرها في الإطار المشروع وهو الزواج. ورسم للزواج خطوات تمهيدية تبدأ بالخطبة، وتنتهي بالزواج، وضبط كل مرحلة بضوابط شرعية واضحة.
وكل علاقة مخالفة للضوابط الشرعية أو خارجة عن هذا الإطار تعتبر في الإسلام تجاوزاً وتعدياً على حدود الله تعالى، والله سبحانه وتعالى يقول: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} (الطلاق:2) ، ويترتب عليها الكثير من المفاسد.
وهذه العلاقة التي حصلت بينك وبين تلك الفتاة تعتبر خطوة من خطوات ربما تكون غير محمودة العواقب
والحمد الله أن الأمر لم يستمر وهذا يدل على خشية الله تعالى ومراقبته في قلوبكما، فلا تُذهبا هذه الخشية، وعليكم بالسعي لزيادة إيمانكم بالله تعالى ومراقبته، فإن التقنية الحديثة فيها من مزالق الشيطان الشيء الكثير وفي نفس الوقت فيها من مجالات العمل للإسلام الشيء الكثير، والموفق من وفقه الله لخدمة دينه مع المحافظة على إيمانه من التراجع.
أخي الكريم – زادك الله تقوى وإيمانا- الخطوة التي قمتما بها بقطع علاقتكما عبر البريد الإلكتروني خطوة طيبة لكنها لا تكفي، وعليك أن تتبعها بخطوات أخرى
إما أن تخطب الفتاة فعلاً إذا كان بإمكانك ذلك وإما أن تقطع صلتك بها نهائياً فتغير عنوان بريدك الإلكتروني وتمحو عنوان بريدها الإلكتروني من قائمة المراسلات لديك، وتغير اسم المستخدم الذي تدخل به في المنتدى، وهي كذلك، وتغيرا كل ما يمكن أن يكون سببا للتواصل غير المشروع في المستقبل، فلقد حذرنا الله من اتباع خطوات الشيطان، فهو يوسوس للإنسان ويزين له أعمالاً قد يكون ظاهرها الخير لكنه يريد أن يصل به إلى شر أعظم، ولذلك فالله سبحانه يقول: {ولا تقربوا الزنا} فهو نهي عن تعاطي أسباب الزنا ودواعيه ولا شك أن أولى الخطوات إظهار الإعجاب ثم الكلام ثم....وهكذا عياذا بالله.
وإما دعاؤكما بأن يجمع الله بينكما بالحلال فهو أمر مشروع، كما يجوز لكما أن تتوسلا إلى الله تعالى بعمل صالح قمتما به وهو قطع العلاقة المحرمة ابتغاء وجهه وخوفا منه سبحانه.
نسأل الله تعالى أن يهيئ لكما من أمركما رشداً وأن يختار لكما الخير حيث كان.
وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .