الاستشارة :
السلام عليكم ..
أبي متزوج من امرأة مسيحية فرنسية لم تدخل الإسلام بعد و رزق منها بفتاة عمرها الآن 10 سنوات و تسكن مع أمها في بلدها و يزورهن أبي مرتين إلى ثلاث مرات في السنة ..
أرجوكم يا فضيلة الشيخ كيف سأتعامل معها و كيف سأدعوها لتدخل الإسلام ؟! أريدها أن تدخل في ديننا إن شاء الله و كذلك لكي تكبر أختي في ظل الإسلام ..
أختي لا تعرف الكثير على الإسلام لأنها دائما مع أمها .
أرجوكم يا فضيلة الشيخ ماذا أفعل .
و جزاكم الله خيرا.
الإجاية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
الأخت السائلة الكريم:
أقدر لك حرصك وحرقتك على دخول زوجة أبيك في الإسلام، وأن تنشأ أختك في ظلال الإسلام، وهذا يدل على رحمتك بهم وحرصك عليهم وهذا من التأسي بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصاً على هداية الخلق، وأسأل الله تعالى أن يبلغك مرادك وأن يقر عينيك بهدايتهم جميعاً.
وأود في البداية أن أزيد من حرصك على هدايتهم ورغبتك في إسلامهم بذكر بعض نصوص الجر والثواب لهذا العمل العظيم، فالله جل وعلا يقول: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [ يوسف : 108 ] . فأنت بهذا من أتباع الرسول الكريم القائل في حديثه: (فَوَاللَّهِ لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ) [رواه البخاري]. ويقول (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا) [رواه مسلم].
الأخت الكريمة:
لم تذكري لنا في ثنايا سؤالك عن مدى تدين والدك وعلمه بالإسلام ومدى حرصه على هداية زوجته، ومدى حرصه على دين أختك من زوجته الفرنسية.
فإذا كان حريصا على ذلك فعليك أن تستعيني بالله تعالى أولا – ثم تحثيه على الاجتهاد في دعوتهم وتتعاوني معه في ذلك، وإلا فابدأي مستعينة بالله واطلبي منه العون في ذلك، فإن لم يتجاوب أو يهتم فعليك أن تجتهدي في ذلك بكل الوسائل الممكنة، وهذه بعض المقترحات التي أرجو أن تكون نافعة:
1- حاولي أن تكوني على صلة حسنة ومستمرة معهم عبر الاتصال الهاتفي والمراسلات الإلكترونية المكتوبة والمسموعة والمرئية لا سيما في المناسبات والمواسم.
2- قبل أن يسافر والدك إليهم اتصلي بهم هاتفياً واسأليهم إن كانوا يحتاجون شيئاً من بلدكم، وعبري لهم عن مشاعرك الإيجابية تجاههم بكل صدق. واحرصي على أن تكلمي أختك شخصياً وتسأليها عن أحوالها وتبلغيها بحبك لها ورغبتك في اللقاء بها.
3- عندما تتصلين بأختك في الهاتف أوصيها ببر أمها والإحسان إليها، وأخبريها بأن هذا من تعاليم الإسلام الذي جعل للأم أرفع مكانة وأعظم حق.
4- عندما يسافر والدك إلى زوجته، أرسلي لها ولأختك هدايا تتقربين بها إلى قلوبهم، وتحصلين من خلالها على مودتهم.
5- لو أمكن أن تسافري معه للتعرف على زوجة أبيك وعلى أختك عن قرب فهذا أفضل.
6- أرسلي لهم بعض الرسائل والكتب الصغيرة عن الإسلام والتعريف بمحاسنه، باللغة الفرنسية ، واستعيني في ذلك بمطبوعات المؤسسات الإسلامية الموثوقة التي تتميز منشوراتها بصحة المعلومة وسهولة العرض وحسن لغة الخطاب لغير المسلمين.
7- اختاري من القصص الجميلة المؤثرة في السيرة النبوية والتي تعنى بحقوق الإنسان واحترام المرأة وحقوق الأطفال ورعيتهم وتعامل النبي صلى الله عليه وسلم وأرسليها لأختك لكي تتعرف على شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وتتعرف على أخلاق الإسلام ومبادئه بشكل متدرج وغير مباشر.
8- وقبل كل ذلك وبعده لا تغفلي عن الإخلاص لله تعالى، والالتجاء إليه والتضرع والدعاء بأن يهدي الله تعالى أختك وأمها إلى دينه القويم وأن يجعلك سبباً لإنقاذهما من النار بإذن الله تعالى.
9- من خلال معرفتك بعنوان سكنهم حاولي الاتصال بأقرب المراكز أو المدارس الإسلامية المجاورة لهم، وعرفيهم بهم واطلبي منهم التواصل معهم بأسلوب مناسب، وبالوسائل المؤثرة الملائمة.
10- تعرفي بطريقة مباشرة أو بالاستعانة بذوي الخبرة على بعض المواقع الإلكترونية الجيدة عن الإسلام باللغة الفرنسية ، وأرشديهم إليها، أو سجلي عناوينهم الإلكترونية ضمن قوائم المراسلات البريدية
نسأل الله تعالى أن يوفقك في ذلك وأن يجعلك سبباً لهدايتهم إنه سميع مجيب.