السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
هل صحيح أن الله لا يظهر على المرأة التي لم تتزوج في الدنيا يوم القيامة استحياء منها لأنها لم تتزوج فتحرم المؤمنة من رؤية ربها لأنها لم تتزوج في الدنيا ؟! جزاكم ربي كل خير ..
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
إن أعظم نعيم يحصل عليه المؤمنون في الجنة هو رؤية ربهم سبحانه وتعالى والنظر إلى وجهه الكريم. قال تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة21-22] وفي الحديث: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا يوم القيامة ؟! فقال: ( هل تُضَارُّون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سَحَاب؟ ) قالوا: لا. قال: ( فإنكم تَرَون ربكم كذلك ) [رواه البخاري ومسلم]
ولا يستحق المؤمنون هذا النعيم إلا بما يوفقهم الله إليه من أعمال صالحة في الحياة الدنيا.
ولا علاقة لهذه الرؤية بجنس الإنسان ذكراً أو أنثى ولا بحالة الإنسان الاجتماعية في الدنيا لأن الآيات والأحاديث الواردة في النظر إلى وجه الله الكريم عامة تشمل المؤمنين والمؤمنات من المتزوجين والعزاب في الدنيا.
والله سبحانه وتعالى يزوج من يموت من المسلمين في الجنة إذا لم يكن له زوج في الدنيا. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ) [رواه مسلم]. وهذا يشمل الذكور والإناث، والمرأة من أهل الدنيا إذا كانت صالحة وليست ذات زوج زوجها الله بزوج من أهل الجنة، فكل عبد مؤمن من أهل الجنة له زوجتان من أهل الدنيا وسبعين زوجة من الحور العين كما جاء في الحديث: (إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوإ كوكب دري في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب) [صحيح مسلم ج4/ص2178].
ودلت أحاديث أخر على أن للمؤمن في الجنة سبعين زوجة من الحور العين: عن أنس رضي الله عنه قال: (يزوج العبد في الجنة سبعين زوجة قيل يا رسول أيطأهن قال يعطى قوة مائة) [رواه البزار وصححه].
(يزوج المؤمن في الجنة اثنتين وسبعين زوجة من نساء الآخرة واثنتين من نساء الدنيا) [الدر المنثور ج1/ص99].
قال ابن حجر: " ودل الكتاب والسنة على أن نعيمهم لا انقطاع له قوله ولكل واحد منهم زوجتان أي من نساء الدنيا " [ فتح الباري ج6/ص325 ] .
وقال الآلوسي: " والذي يعطاه الإنسي زوجته المؤمنة التي كانت له في الدنيا ويعطي غيرها من نسائها المؤمنات أيضاً " [ تفسير الألوسي - (ج 20 / ص 168) ] .
وما ذكرت من عدم ظهور الله تعالى لمن لم تتزوج في الدنيا لا يصح وهو من كلام العوام للتشنيع على من لم تتزوج وليس له سند شرعي ولا عقلي.
نسأل الله تعالى الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم .
والحمد لله رب العالمين ..